ملائك نصيبين
ملائك نصيبين بقلم أحمد خالد مصطفى "وأن في هذه الدنيا أجناس لا تُرى، نفوسا تهيم بلا جسد ... وأن سيرتنا قد أنورت وأبهرت في كل أسطورة عاشت إلى الأبد. وأن هذا أوانها لنحكيها ونسردها، فتبلغ كل ذي عقل ورشد"
ملائك نصيبين بقلم أحمد خالد مصطفى "وأن في هذه الدنيا أجناس لا تُرى، نفوسا تهيم بلا جسد ... وأن سيرتنا قد أنورت وأبهرت في كل أسطورة عاشت إلى الأبد. وأن هذا أوانها لنحكيها ونسردها، فتبلغ كل ذي عقل ورشد"
مطرقة الساحرات بقلم أحمد خالد مصطفى هذا أسود شيء كتبته يد انسان .. راحت ضحيته أكثر من ربع مليون امرأة .. سُفكت دمائهن باسم هذا الكتاب .. وحُرقن باسم هذا الكتاب .. أو هو شيطان الذي كتبه .. لبس عباءة القساوسة وسمى نفسه هنريش كريمر .. وأخرج لنا هذا الشر المغلف بغلاف الدين .. فأعمى القلوب والأبصار وغسل عقول الملايين .. كهنة .. جنود .. شعب .. حالة من الجنون اجتاحت أوروبا فأحرقوا الرجال والنساء والأطفال .. وليس يقال عن هذا الكتاب شيء إلا أنه رجس .. رجس من عمل الشيطان
الشيطان يحكى بقلم أحمد خالد مصطفى "ليس مهمًّا أن أرحب بكم، وليس ضروريًّا أن تستقبلوني بترحابٍ، دعونا نتفق على ما سيحدث.. أنا هنا لأكتب وأنتم هنا للقراءة، ليس من الضروري أن يعجبكم ما سأقول، وليس عليَّ أن أصدع رأسي بتحمُّلكم، لذا لنبتعد عن المجاملات. أنا شيخ متعصب من النوع الذي لا يروق لأحد، وأنتم مجموعة شباب فضوليين من النوع الذي لا يروق لي، هكذا نكون قد ابتعدنا عن الرسميات البغيضة التي يصرُّ البشر على استخدامها فيما بينهم. سأتيح لكم الفرصة لمعرفةٍ أكثر ، لكن ليس مني لأنني مصاب بداء الملل السريع، ستسمعون كلَّ شيء منهم بألسنتهم، هم يعرفون كل شيء، لأنهم رأوه رأيَ العين. لا تسألوني مَن أنا، تذكروا أنكم هنا لتسمعوا لا لتسألوا، وإن لم يعجبكم ما سمعتموه فاذهبوا وفجَّروا رؤوسكم، لن يُحدِث فارقًا عندي، تمامًا كما أنه لو انتزعت روحي مني فلن يُحدِث فارقًا لديكم.. هكذا اتفقنا."
القادمون بقلم أحمد خالد مصطفى ها قد انتهى الزمن الطويل، وحان الوقت المنتظر. البشر بين لهو ولعب، وفتن كقطع الليل المظلم. الأرض تزيَّنت وتهيَّأت، وصعدت الشياطين على كل المنابر. فلا تدري أين تضع روحك، وكيف تقبض على دينك. ضباب الحق غطَّى سواد الباطل، وعين قلبك وحدها التي ترى. ثم حان وقت خروجنا.. وتهيَّأ البشر للفتنة الأخيرة؛ فتنة النهاية
أرض السافلين بقلم أحمد خالد مصطفى ... هي الأرض التي تخون فيها زوجتك و تبيع فيها دولتك و تكفر فيها بربك .. ولا تبالي .. فكل قانون على هذه الأرض سقط .. و كل قناع على هذا الوجه انكسر .. ولم تعد فيها إلا سافلا .. تسير مع السافلين .. ولا تبالي
إيكادولي بقلم حنان لاشين سعف النخيل يظلل الأفق من بعيد وكأنّه سحاب أخضر. صيحة غريبة صمّت أذنيه ثُمّ شعر فجأة بمخالب تقبض على كتفيه، فرفع بصره ورأى طائرًا عملاقًا يبسط جناحيه مظللًا فوق رأسه، تسارعت أنفاسه وهو يطير على ارتفاعٍ شاهق فوق وادٍ عميق يقطعه نهر ماؤه رقراق زمرّدي اللون! لاحت من بعيد أكواخٌ صغيرة لكنّها متقاربة مصفوفة بانتظام في مجاميع يفصل بينها ممرّات أرضها مغطاة بزهور صغيرة صفراء. تناهى إلى سمعه صوت أنثوي ناعم، كان يناديه ويكرر كلمة غريبة لم يدرك كنهها! "إيكادولي....إيكادولي"
كويكول بقلم حنان لاشين استدار وأطلق العنان لساقيه , كان يركض وهو يكاد يُسابق الريح التى تلفح وجهه , يكاد يخرج من إهابه من شدة السرعة , والأفكار تتناطح فى رأسه كالبروق المتوالية , من شدة المفاجأة لم ينتبه لركضه نحو هاوية سحيقة بالمنطقة الجبلية التى خرج من الغابة مسرعًا تجاهها عندما رآهم يُطاردونه , لو لحقوا به سيقتلونه , ولو قفز سيموت ! شُل عقله عن التفكير , سيتوقف ويُدافع عن نفسه , وسيحاول الهرب من تلك القرية الظالم أهلها , توقف رغمًا عنه فانزلقت ساقاه بسبب ثقل جسده وهوى ساقطًا بسرعة شديدة , وهو يصرخ نحو سفح الجبل , أغمض عينيه , واستسلم لمصيره وقلبه يخفق بشدة
سقطرى بقلم حنان لاشين لماذا تشعر الآن وكأنها عجوزٌ على الرغم من كونها في الواحد والعشرين من عمرها! تناهى إلى مسامعها صوت خطوات تقترب، اعتدلت في جلستها وتواثبت دقات قلبها وهي تشرد نـحو الباب، وكلما اقتربت تلك الخطوات من باب غُرفتها كانت دقات قلبها تتسارع بوتيرة أكبر
أوبال بقلم حنان لاشين ... زمرةٌ من الخيول كانت تركض في تناسقٍ بديعٍ، على إيقاع واحد، أصوات حوافرهم وهي تقدح الأرض يتناغم مع ضربات قلوبهم المتلاحقة، كانت قوائمهم تصطف على التوازي بشكل أنيق وهم يتسابقون، وقد وحّدوا سرعتهم وكأنّهم نسيج واحد، خفّ المطر شيئًا فشيئًا حتى صار كدمع العين هتونًا رقيقًا، وانبثق قوس المطر يزيِّن صفحة السماء ويصافح خط الأفق من بعيد. صهل فرس منهم فعلت جلجلة رفاقه بأصوات صافية مُسْتَدقة، ثُمّ تقدّمهم فلاحقوه ضبحًا حتى وصلوا أخيرًا لبستان واسع أخضر مدهام. لو كنت خيلًا لأجفلت منهم، ولو كنت من البشر لأجفلت منهم أيضًا، فتلك الأصوات التي تعالت عندما هدأ كريرُ صدورهم لم تكن أصوات خيول أبدًا، بل كانت من أصوات البشر!
أمانوس بقلم حنان لاشين "إن كُنت تتابع معنا سلسلة مملكة البلاغة ووصلت للجزء الثالث فحتمًا أنت مُحارب، أكاد أنظر إلى عينيك وأنت تقرأ كلماتي، أرى الشّغف والشوق إلى مغامرة جديدة يطلّ منهما، فمرحبًا بك. ما زالت مملكة البلاغة تستدعي المحاربين للدفاع عن الكتب
غزل البنات بقلم حنان لاشين ... جلست على طرف فراشِها تحلُّ عقدة القماشة الزرقاء فتناثرت من بين أصابعها بعض حبَّات اللؤلؤ على أرض الغرفة. لملمتها -في وجلٍ وإشفاق- في كفها ووضعتها داخل لفافة القماش بحنان وكأنها تضع رضيعًا في مهده، ثم سحبتْ صندوقًا خشبيًا بديعًا عليه نقوش جميلة، قِفْلُ الصندوق وحده يبدو تحفة فنية رائعة. أمسكته بعناية ومسَّدته وكأنها تمسِّد بشرة طفلٍ صغير، ثم فتحته بعد أن بدأت ملامحها الرقيقة تتغير وتشي بالكثير من الحنين إلى الماضي، وسحبت من داخل الصندوق شيئًا ما برهبة وخشوع.
كوني صحابية بقلم حنان لاشين وتمضي الأيام، فتأكل من عُمرنا ما تأكله، ولا يتبقّى لنا إلا تاريخ يحفظه كلٌّ منَّا؛ ليحسب كم مضى من العمر، ويتساءل بفضول عمَّا تبقى. بين لحظات سعيدة، وأخرى نتحسَّر فيها على الزمان الذي نشغلهُ ويشغل فينا الكثير، فنقولها أحيانًا وبصدق: يا ليتني وُلِدْتُ في عهد الصحابة. في هذا الكتاب سنهرب بتلك الأُمنية المستحيلة إلى أحبابٍ عرفناهم من بين سطور السيرة العطرة